علي جمعة: إغاثة الملهوف بالمال أولى من أداء عمرة شعبان
موقع جرين ورلد greeen world | عمرة شعبان، أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف ومفتي الجمهورية السابق، أن إغاثة الملهوف بالمال مقدمة على أداء عمرة شعبان، مشيرًا إلى أن العمرة يمكن أدائها في وقت آخر، لكن مساعدة الملهوف بالمال أولى.
إغاثة الصديق بالمال مقدمة على عمرة شعبان
وعن عمرة شعبان، قال الدكتور علي جمعة إن فائدة تقديم المعونة وإغاثة الصديق بالمال الذي يحتاجه، مقدمة عند الله في الأجر والثواب، وفي قيمته وفي درجته على الأعمال القاصرة كالصلاة والعمرة.
وجاءت إجابة الدكتور على جمعة عن عمرة شعبان، ردًا على سؤال لأحد متابعيه قال: “نويت أداء عمرة شعبان أنا وزوجتي ولكن صديق لي مر بأزمة مالية، فاحتاج مال فأعطيته مال العمرة، التي وعدت زوجتي بها، فهل أكون بذلك منافقا لعدم الوفاء بوعدي لزوجتي؟”.
وأجاب الدكتور علي جمعة، عبر فيديو بثه على حسابه بالفيس بوك، فقال: “قال تعالى: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) وفائدة الغيث مقدمة عند الله في الأجر والثواب، وفي قيمته وفي درجته على الأعمال القاصرة كالصلاة والعمرة ونحوها”.
إرجاء عمرة شعبان وفك الضيق
وقال الدكتور علي جمعة عن إرجاء عمرة شعبان وفك ضيق الصديق: “لذلك ففك ضيق الصديق أولى من نفاذ هذا الوعد، الذي هو مُعلق إلى الإمكانية، فعندما يرزقك الله سبحانة وتعالي بمبلغٍ آخر، اعتمر حيثما فُتح باب العمرة أنت وزوجك”.
وتابع الدكتور علي جمعة قائلًا: “فتقديم الأفعال المتعدية بخيرها إلى الناس، أولى من تقديم الأفعال القاصرة على الإنسان، كالذكر والدعاء وقراءة القرآن والصلاة والعمرة ونحوها، على ما في هذه الأعمال من جلال وكمال وثواب، إلا أن الأفعال المتعدية بالصدقات والزكوات خيرُ من ذلك”.
واختتم الدكتور علي جمعة إجابته عن تقديم فك ضيق الصديق على عمرة شعبان فقال: “إذا فلا نفاق في هذه المسألة، والوعد مٌعلق على الاستطاعة، وما فعلته هو أولى وأثوب لك ولزوجتك”.
إغاثة الملهوف وإنقاذ المضطر في زمان الفاقة
يذكر أن دار الإفتاء المصرية أكدت في إحدى فتاويها أن إغاثة الملهوف وإنقاذ المضطر في زمان الفاقة أولى وأفضل من نافلة الحج والعمرة، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (أَحَبُّ النَّاسِ إلى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ -يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ- شَهْرًا، وَمَنَ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامِ) رواه ابن أبي الدنيا في “قضاء الحوائج” والطبراني في “المعجم الكبير”.
الصدقة أولى من الحج والعمرة
وتابعت دار الإفتاء في فتواها على تقديم إغاثة الملهوف عن أداء العمرة فقالت: “قد ورد عن فقهاء الأمة أنهم “كانوا يرون أنه إذا حج مرارًا أن الصدقة أفضل”، وقد خرج عبدالله بن المبارك رحمه الله في الحج سنة فلقي فتاة تقول له: أنا وأخي هنا ليس لنا شيء إلا هذا الإزار، وليس لنا قوت إلا ما يلقي على هذه المزبلة، وقد حلت لنا الميتة منذ أيام، فدفع إليها نفقة الحج، وقال: هذا أفضل من حجنا في هذا العام، ثم رجع، “البداية والنهاية”.
وقال الحسن البصري رحمه الله: “يقول أحدهم: أحج أحج. قد حججت، صِلْ رحمًا، نَفِّسْ عن مغموم، أحسنْ إلى جار”رواه الإمام أحمد في “الزهد”، وقال الإمام أحمد رحمه الله: “يضعها في أكباد جائعة أحبُّ إليَّ – يعني من حج النافلة -” يُنظر “الفروع” لابن مفلح.