د. نوال عبد المنعم: اصدار الصكوك الاسلامية السيادية في مصر خطوة ناجحة للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية
قالت الدكتورة نوال عبد المنعم، باحثة وكاتبة متخصصة في التمويل الاسلامي، إن خطوة إصدار الصكوك الإسلامية السيادية في مصر خطوة هامة للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية لما ستوفره من حصيلة نقدية تساعد الدولة في تنفيذ مشاريعها وفتح آفاق للدخول العملة الصعبة من خلال الاستثمارات الاجنبية سواء من الدول الخليجية أو الغربية وبالتالي زيادة حصيلة الدولة الدولارية واستقرار الجنيه المصري أمام الدولار .
أول إصدار من الصكوك الإسلامية السيادية في تاريخ مصر
يأتي ذلك بعد أن أعلن الدكتور محمد معيط وزير المالية، أن الدولة نجحت فى طرح أول إصدار من الصكوك الإسلامية السيادية في تاريخ مصر، حيث بلغت قيمة الاكتتاب نحو ٦,١ مليار دولار، بما يعنى تغطية الاكتتاب بأكثر من أربع مرات، موضحًا أن تكلفة الإصدار كانت أقل من العائد المطلوب علي السندات في الأسواق الثانوية الدولية بأكثر من سبعين نقطة، حيث تم خفض سعر العائد على الطرح بنحو ٧٢,٥ نقطة أساس مقارنة بالأسعار الافتتاحية المعلن عنها عند بداية عملية الطرح عند مستوى ١١,٦٧٥٪ ليغلق تسعير الإصدار عند ١١٪.
الصكوك السيادية ستساهم في علاج كثير من المشاكل الاقتصادية
وأكدت الدكتورة نوال عبد المنعم ، أن الصكوك السيادية ستساهم في علاج كثير من المشاكل الاقتصادية من خلال تمويل القطاعات الاقتصادية التي تضررت من الازمة الاوكرانية الروسية وذلك بتوجيه بعض هذه الحصيلة لزيادة الانتاجية من السلع التي تضررت من الأزمة.
الصكوك السيادية فرصة لتمويل مشروعات تخدم أهداف الدولة
واشارت الدكتورة نوال عبد المنعم ، إلى أنها تمثل الصكوك السيادية فرصة لتمويل مشروعات تخدم أهداف الدولة في تحقيق التنمية المستدامة مما يزيد من فرص العمل ومحاربة البطالة، وبالطبع تساعد هذه الخطوة وهي إصدار الصكوك الإسلامية في استعادة دور مصر الريادي في مجال التمويل الاسلامي .
جدير بالذكر أن هذا الإصدار شهد إقبالًا ملحوظًا وتقدم أكثر من ٢٥٠ مستثمرًا بمختلف أسواق المال العالمية، بطلبات شراء، لافتًا إلى أن هذا الإصدار جذب قاعدة جديدة من المستثمرين بدول الخليج وشرق آسيا إلى جانب الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى جودة نوعية المستثمرين التى شهدها الطرح المتمثلة فى مدير الأصول وصناديق التقاعد وصناديق التأمين والاستثمار والبنوك، الذين يتميزون باحتفاظهم بالاستثمارات على المدى الطويل بما يكون له اثر إيجابي فى الحد من تذبذبات الأسعار.
وثائق الصكوك الإسلامية
وتُعَرَّف د. نوال عبد المنعم ، باحثة وكاتبة متخصصة في التمويل الاسلامي،الصكوك الإسلامية، بأنها وثائق متساوية القيمة عند إصدارها, يمكن تداولها ولا تقبل التجزئة, وتمثل حصصا شائعة في ملكية أعيان , أو منافع أو خدمات أو موجودات مشروع معين, أو نشاط استثماري خاص.
الفرق بين الصكوك والسندات
وأوضحت د. نوال عبد المنعم، أنه بالرغم من أن كليهما أوراق مالية متداولة غرضها الأساسي التمويل، فإن الفرق الأساسي بينهما أن السندات تمثل ورقة مالية محرمة، بينما الصكوك ورقة مالية مباحة ومهيكلة على عقود شرعية، حيث إن الصك يمثل حصة شائعة في عين الملكية أو عين الإيجار مُدِرَّة للربح حسب صيغة المشاركة المتفق عليها، وليست التزاما في ذمة المصدر بدفع فائدة محددة كما في السند التقليدي، والتي تعتبر زيادة في القرض وهو من الربا المحرم شرعا.
خصائص الصكوك الاسلامية
وحول خصائص الصكوك، أوضحت د. نوال عبد المنعم ، باحثة وكاتبة متخصصة في التمويل الاسلامي،الصكوك الإسلامية، يجب أن تتفق الصكوك مع الشريعة الإسلامية بحيث لا يجوز منح فوائد لحامليها، وتعلق الملكية بحصة من الموجودات، وليس بحصة من العائد فقط، يجب فصل الذمة المالية للمشروع عن الذمة المالية للجهة المنشِئَةِ له، قابلية الصك للتداول في البورصة، وهذه تمثل ميزة مفيدة جدا للمؤسسات المالية، ويجب استعمال حصائل الصكوك في مشروعات توافق الشريعة الإسلامية.
وقالت المالية عبر بيان لها اليوم، إن نجاحنا فى طرح أول إصدار من الصكوك الإسلامية السيادية في تاريخ مصر، يأتى في ظل ظروف اقتصادية وسياسية عالمية مضطربة، وارتفاع تكلفة التمويل نتيجة لموجة تضخمية حادة، على نحو يبعث برسالة ثقة قوية من أسواق المال العالمية، والمستثمرين في الاقتصاد المصري ومستقبله، وقدرته على التعامل المرن مع التحديات الداخلية والخارجية.