توطين الصناعة.. “البترول” تنشئ 6 ورش مركزية في مصر والعراق
أكد طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، أن توطين وزيادة قاعدة التصنيع المحلي للمعدات والمهمات البترولية اللازمة لأنشطة البترول والغاز لها دوراً مهماً، ويعد من الدعائم الرئيسية للانتهاء من المشروعات الاستراتيجية والحيوية، التي ينفذها قطاع البترول في التوقيتات المحددة، خاصة في ظل التداعيات الناجمة عن الأحداث العالمية المتلاحقة، والتي أثرت بشكل مباشر على اقتصاديات معظم دول العالم.
وأوضح أن الاعتماد على تصنيع المعدات البترولية محلياً يعطي أفضلية نسبية للتغلب على هذه التداعيات، فضلاً عن تقليل الاستيراد وترشيد النقد الأجنبي.
يأتي ذلك خلال تفقده لسير العمل بالورش المركزية لتصنيع المعدات الاستاتيكية بالقطامية التابعة لشركة بتروچت، ومتابعة واستعراض نتائج تطوير ورش تصنيع المعدات الاستاتيكية لتعظيم المنتج المحلي وتقليل الاستيراد من الخارج.
وأضاف الملا، أن قطاع البترول حريص على تقديم أوجه الدعم لتحقيق التقدم اللازم في تصنيع المكون المحلي اللازم لتنفيذ المشروعات البترولية والقومية الجديدة، موضحاً أن شركة بتروجت رائدة في هذا المجال، واستطاعت توفير جانب مهم من احتياجات قطاع البترول من المهمات والمعدات اللازمة لتنفيذ المشروعات باستخدام أحدث التكنولوجيات والأساليب الحديثة، وذلك من خلال الورش والمراكز التصنيعية المتطورة التابعة لها، وآخرها ورش التصنيع المركزية الجديدة التي تم افتتاحها بمحافظة أسيوط؛ بهدف زيادة القدرات التصنيعية ورفع نسب المكون المحلي في المشروعات الجديدة لقطاع البترول بمنطقة أسيوط البترولية.
وأشاد الملا، بكوادر الشركة من مهندسين وفنيين، وحثهم على بذل مزيد من الجهد لاستدامة عمليات التطوير خلال الفترة المقبلة، والعمل على فتح أسواق خارجية جديدة لتصدير المعدات والمهمات، مما يمثل رافداً جديدا للنقد الأجنبي، مشيدا بالنجاح الذي حققته بتروجت مع الشركاء الأجانب داخل مصر.
وخلال الجولة، استمع الوزير ومرافقوه إلى عرض توضيحي من وليد لطفي رئيس شركة بتروجت، حول الخطة المتكاملة التي تم تنفيذها لتطوير ورفع كفاءة ورش التصنيع التابعة لها، والبالغ عددها 5 ورش تصنيع داخل مصر وورشة تصنيع خارج مصر بالعراق، بالإضافة إلى ورشتين تصنيع جاري إنشاؤهما حاليا بكلً من العلمين الجديدة والتبين.
واستعرض أهم المعدات التخصصية التي تقوم الورش بتصنيعها، ومنها المبادلات الحرارية، وأبراج التقطير، وأوعية الضغط، وأفران المعالجة الحرارية، والمبردات الهوائية، بالإضافة إلى أعمال إصلاح وصيانة المعدات الاستاتيكية المتقادمة، لافتا إلى تأهيل واعتماد جميع ورش التصنيع بشهادات الجودة العالمية في مجال تصنيع المعدات الاستاتيكية “ASME STAMP”.
وأشار إلى أهم المعدات التي تم تصنيعها، والتي ساهمت في تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى مثل، مشروع تنمية حقل غاز ظهر، ومشروع تطوير حقل غاز غرب الدلتا، ومجمع الأسمدة الأزوتية بالعين السخنة، ومشروع مجمع الأسفلت الجديد بمعمل السويس لتصنيع البترول، بالإضافة للعديد من المشروعات الجاري تنفيذها، أهمها تطوير مجمع غازات الصحراء الغربية التابع لشركة جاسكو، ومجمع التفحيم لشركة السويس لتصنيع البترول، وتوسعات محطة الحمد للشركة العامة للبترول، وتوسعات المحطة البرية لحقل غاز ظهر، وتوسعات مصفاة ميدور ومجمع أنوبك لإنتاج السولار والمنتجات البترولية عالية القيمة، ومصنع إنتاج الألواح الخشبية متوسط الكثافة MDF.
وأوضح أهم الخطوات التي تم تنفيذها لتطوير ورفع كفاءة ورش التصنيع التابعة لها، والتي تم البدء في تنفيذها في مستهل عام 2021، وذلك عقب الزيارة التي أجرها الوزير للورش المركزية بالقطامية، وإطلاق إشارة البدء لتنفيذ خطة التطوير، حيث استعرض أهم المحاور التي تضمنتها خطة التطوير، ومنها إنشاء ورش جديدة تغطي مناطق جغرافية جديدة، وتطوير ورفع كفاءة الورش الحالية والاستغلال الأمثل للماكينات والأدوات الإنتاجية، والتعاون مع شركات عالمية متخصصة، والاستغلال الأمثل للكوادر البشرية وتطويرها ورفع كفائتها.
واستعراض أهم الإجراءات التي تم تنفيذها لإنشاء أول ورش لتصنيع المعدات الاستاتيكيـة بمنطقة العلميـن الجديدة على مساحة 85 فدانا، والتي تستهدف خدمة مشروعات القطاع بالمنطقة الغربية، وبخاصة مشروع مجمع البتروكيماويات بالعلمين، ومحطة الضبعة النووية، ومشروعات القطاع بليبيا.
كما تم استعرض برامج تطوير ورفع كفاءة معمل الاختبارات الميكانيكية والكيميائية، والذي يمثل ميزة تنافسية قوية لقطاع البترول داخل وخارج مصر، حيث تم تطوير وتوسعة المعمل لتلبية الاحتياجات المتزايد، ويتولى المعمل حالياً تأهيل المواد الخام المحلية للشركات الروسية لاستخدامها في محطة الضبعة، بدلا من استيراد تلك المواد من الخارج.
وأضاف أن أعمال تصنيع المعدات تطور ليصل من 6.8 طن عام 2021 إلى 12 طنا عام 2023، وارتفاع أعمال تصنيع الهياكل المعدنية لذات المدة من 23 طنا عام 2021 ليصل إلى 40 طنا عام 2023، مشيرا إلى ارتفاع حجم أعمال الورش ليصل إلى 5 مليارا جنيه عام 2023 مقابل 3.3 مليار جنيه في عام 2021، وبلغ إجمالي أعمال التصنيع التي تم تنفيذها بالورش المركزية، خلال الفترة من 2021 – 2023 ما قيمته 594 مليون دولار، من ضمنها أعمال تصنيع متكاملة بورش بتروجت بقيمة 297 مليون دولار.
واستعرض خطة الشركة المستقبلية لتطوير ورش التصنيع، والتي تضمنت استكمال تنفيذ المحاور الستة الأساسية للخطة، بالإضافة إلى استحداث محور جديد تمثل في تصنيع وتصدير المعدات الاستاتيكية.
وتم استعراض أهم الإجراءات التي تم تنفيذها لتحقيق هذا المحور، ومن ضمنها التنسيق مع شركة سونطراك الجزائرية بشأن التعاون المشترك في تصنيع المعدات الإستاتيكية بالجزائر، من خلال ورش التصنيع التابعة لشركة سونطراك أو إنشاء ورش تصنيع جديدة مشتركة، والتنسيق مع شركة لوبريف السعودية بشأن التعاون المشترك في تصنيع المعدات الإستاتيكية، وتم بالفعل اعتماد الورش المركزية، والتعاقد على تصنيع عدد من المعدات الإستاتيكية لصالح شركة لوبريف، بالإضافة إلى ما يتم تنفيذه حالياً من التنسيق مع شركة أرامكو السعودية بشأن إنشاء ورش تصنيع جديدة معتمدة من شركة أرامكو في منطقة سبارك.