إستراتيجية أعمال

أسامة داود يسأل: لصالح من اغلاق شركة مهارات الزيت والغاز وتبديد ثرواتها البشرية ؟

 

 

نثر العمالة بأسلوب عبثى على 30 شركة وفى مجالات لاتمت بصلة إلى خبراتهم

الشركة حصلت على 10 شهادات أمريكية وبريطانية وألمانية مكنتها من تنفيذ برامج معتمده عالميا

أنشأت مبنى بقيمة 65 مليون جنيه من فائض ربحيتها،قيمته حاليا مليار جنيه

مع غروب شمس العام الماضى 2022 ، كانت وزارة البترول تصدر قرارها بإعلان وفاة شركة مهارات الزيت والغاز عن عمر يناهز 17 عامًا بزعم أنها تحقق خسائر.. إعلان الوفاة أطلق عليه تهذبًا عملية دمج مع شركة إنبى لتصبح الشركة الثانية فى عهد قيادات وزارة البترول الحالية التى يتم وأدها بدلًا من تأسيس شركات أخرى!

وكانت شركة مهارات الزيت والغاز قد أنشئت بهدف التدريب وتأهيل العناصر البشرية لقطاع البترول عبر برامج المهارات المتقدمة والتقنيات وحلول النظم.
عملية التصفية المستترة بثياب الدمج ، تأتى لأسباب أن الشركة قد خسرت مبالغ مالية بلغت 45 مليون جنيه فى 2020 و35 مليون جنيه فى 2021 دون مراعاة تداعيات جائحة كورونا.

وشركة مهارات الزيت والغاز هى إحدى شركات قطاع البترول المصري، تأسست فى عام 2005 وفقًا لأحكام قانون ضمانات وحوافز الاستثمار رقم 8 لسنة 1997 كشركة مساهمة مصرية برأسمال مصرح به قدره 30 مليون دولار أمريكي.
ومثلها مثل معظم الشركات المصرية التى تتأسس بمشاركة هيئة البترول وشركاتها القابضةااااااا والتابعة.. وطبقًا للنسب نجد أن مهارات الزيت والغاز أنشئت عبر الكيانات الآتية :

الهيئة المصرية العامة للبترول: 30%
إيجاس – المصرية القابضة للغازات الطبيعية: 20%
إيكم – المصرية القابضة للبتروكيماويات: 10%
إنبى – الهندسية للصناعات البترولية والكيماوية: 10%
بتروجت – المشروعات البترولية والاستشارات الفنية: 20%
جاسكو – المصرية للغازات الطبيعية: 10%.

شركة مهارات الزيت والغاز بزغ نجمها منذ ميلادها بعمليات تدريب لمجموعات من القيادات الشابة بالقطاع فى مجال البحث والاستكشاف والإنتاج والتصنيع للقطاع، لتحصد وعبر عدد من العناصر الشابة المؤهلة علميًا ولا يتجاوز عددهم الـ 130 عنصرًا، شهادات برامج علمية أمريكية وبريطانية وألمانية معتمدة تمكنها من منح رخص معتمدة دوليًا للعناصر المتدربة لديها فى مجال الحفر والاستكشاف يصل عددها إلى عدد 10 برامج علمية منها رخصتان فى مجال الحفر والاستكشاف وثلاث رخص لمنح الشهادات عبر برامج إدارية ومالية وثلاث رخص فى مجال السلامة والصحة المهنية ورخصتان فى مجال التفتيش الهندسى.

كان نجم الشركة يبزغ عبر قيادات تولت رئاسة مجالس إداراتها لتتولى القيام بأنشطة استرعت انتباه منظمات عربية وإفريقية بعد نجاحها فى تأهيل كل القيادات التى تم إعدادها للعمل بحقل ظهر أكبر مشروع شهدته مصر فى مجال الغاز الطبيعي وبتكليف من الشريك الأجنبي شركة إينى الإيطالية وتنفيذ برنامج التنمية المستدامة بتأهيل العناصر البشرية لتولى المواقع القيادية بشركات قطاع البترول المصرى.

حتى نجحت فى الوصول بعدد من العناصر الشابة إلى مواقع رئاسة مجالس الإدارة ونوابها بخلاف باقي المسويات القيادية ولتنتقل إلى العالمية عبر الدول العربية والإفريقية لتوقيع بروتوكولات تعاون معها منها بروتوكول تعاون مع وزارة النفط الليبية لتحصد الشركة من خلاله بضعة ملايين من الدولارات نظير قيامها بتدريب العديد من القيادات فى هذا المجال بشركات النفط الليبية ، بجانب بروتوكول تعاون مع منظمة منتجى النفط الأفارقة لعمل معهد النفط الإفريقي بمقر الشركة بالقاهرة.

الشركة تنقلت منذ نشأتها عبر مقرات مستأجرة ثم نجحت فى انشاء مبنى فى التجمع الخامس بقيمة 65 مليون جنيه من فائض فى أرقام ربحيتها وقد ارتفعت قيمة نفس المبنى حاليا إلى مليار جنيه .. ليتم اتخاذ قرار بتصفيتها عبر عملية أقل ما توصف به هو إعدام الشركة وليست تصفيتها كما حدث وليست أيضًا عملية الدمج كما يطلق عليها رسميًا.

حيث تم نثر عمالتها المدربة والمؤهلة وهم رأس المال الفعلى لكيان كان قد أنشئ ليتولى تأهيل العاملين بالقطاع والوصول بهم إلى العالمية بالإضافة إلى جذب العملة الصعبة عبر القيام بمهام التدريب للدول العربية والإفريقية مثلما تم لمصلحة عدد من الدول الإفريقية بجانب العراق وليبيا.
المثير للتعجب والسخرية فى نفس الوقت أنه تم نثر العمالة بأسلوب عبثى على عدد 30 شركة وفى مجالات لا تمت بصلة إلى خبراتهم المتمثلة فى وضع برامج التدريب والتأهيل فى كل المجالات الفنية والإدارية والمالية واختيار المدربين ومنح رخص العمل وتنمية الموارد البشرية على كل المستويات وصولاً إلى الإدارة العليا.

والمثير للدهشة أن كل تلك الخبرات تم التخلص منها بنفس الطريقة التى تم بها تصفية الشركة أو إعدامها ، بتوزيعهم على أعمال لم يتدربو عليها بينما هم حصلوا على أعلى الدرجات العلمية العالمية في مجال التدريب.. ليس هذا فقط ولكن تم مخالفة القانون بإجراء عملية تخفيض لأجورهم الأساسية كنوع من التنكيل وبالمخالفة لقانون العمل واللوائح والتى تنص جميعها على ألا يتضرر العامل عند نقله فى الدخل الذى يتقاضاه.

نعم تمت عملية أطلق عليها باللغة العامية “تأييف” (على طريقة حلاقة شعر الرأس) للمرتبات ، ولكن ماهى أسباب إعدام شركة مهارات الزيت والغاز وهى شركة مصرية قائمة حققت أرباحًا نتيجة خدمات تقدمها محليًا ودوليًا.. كيف يحدث ذلك ولماذا ولمصلحة من؟ وما مصير الخبرات البشرية التى وضعت وأدارت برامج التدريب والتأهيل بالشركة خلال 17 عامًا؟ ولمصلحة من يتم كل ذلك؟

كلها تساؤلات نجيب عليها بالأرقام ونكشف الحقائق حولها فى الحلقة المقبلة إن شاء الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *